لا يحتاج مسؤول التوظيف الناجح سوى بضعة لحظات من المقابلة الشخصية ليحدّد ما إذا كان المرشح أمامه هو أفضل شخص لهذا المنصب. تستطيع من خبرتك تحديد ما إذا كانت بيئة العمل وديناميكيات الفريق لديك تناسب شخصية الشخص الذي يجلس أمامك.
عادة ما يحاول الباحث عن العمل من جانبه أن يثبت لك – باعتبارك المسؤول عن التوظيف – أنه سيكون لائقًا للوظيفة. وفي المقابل، يقع على عاتقك كذلك أن تجعل المقابلة ممتعة وجدية، بدلا من ترك انطباع سيئ لدى المتقدمين للوظيفة، ما ينعكس على رغبتهم في الانضمام إليك.
المقابلات الشخصية ليست بالأمر اليسير بالنسبة للمتقدمين للوظيفة ويؤثر ذلك على قدراتهم على التفعال والإجابة على الأسئلة.
لذا فإننا في فرصنا ننصحك بالاعتماد على نوعين من المقابلات: المقابلات الشخصية والمقابلات الهاتفية.
بالطبع لكل نوع منهم إيجابيات وسلبيات خاصة به، لذلك يجب أن تكون على دراية بالمزايا والعيوب للمقابلات الشخصية والهاتفية، تعرف عليها فيما يلي.
المقابلات الهاتفية
الهدف الأساسي من المقابلات الهاتفية هو توفير الوقت واستبعاد المرشحين الذين لا يستوفون المتطلبات الأساسية لوظيفتك. ليس الهدف من إجراء مقابلة عبر الهاتف هو بالضرورة تحديد أقوى المرشحين، بل استبعاد أضعفهم.
وفقًا لموقع Algrim.co التابع لـ باتريك آلجريم – الرائد في مجال الإدارة والتشغيل – المقابلات الهاتفية قد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ممارسات العمل والتوظيف اليوم، حتى أن هناك بعض الشركات التي قد تجري أكثر من مقابلة هاتفية واحدة، كما هو المعتاد في أغلب الشركات.
مزايا المقابلات الهاتفية
- تهدئة قلق المقابلة: على الهاتف، ستجد أن المرشح يتحدث في كثير من الأحيان بثقة وبالتالي سيقدم نفسه بشكل أفضل. تعتبر المقابلة الشخصية “وجهًا لوجه” من المسببات الرئيسية للقلق، ومن ثم المقابلة الهاتفية ستساعدك على تقييم المرشح على نحو موضوعي دون توتر.
- يزيل المسافة الجغرافية: هل يعيش المتقدم للوظيفة في مكان بعيد؟ إذا كان الأمر كذلك، يمكن أن تكون للمقابلة عبر الهاتف فائدة كبيرة. قد لا يتمكن المتقدم من الحضور لهذا السبب، خاصة أنه لا يعلم ما إذا كان سيتم قبوله أم لا! يمكنك التحقق من المتطلبات الأساسية مهارات المرشح دون مقابلة شخصية، بدلا من جعل المرشح يقضي ساعات على الطريق فقط لإجراء مقابلة.
سلبيات المقابلات الهاتفية
- صعوبة بناء تواصل حقيقي: صحيح أن الأمر ليس مستحيلًا، إلا أنه قد يكون من الصعب بناء تواصل حقيقيًا خلال المقابلات عبر الهاتف.
يجب أن تكون يقظًا ومحددًا في أهدافك عند الاتصال بالمرشحين عبر الهاتف. ركز كل انتباهك على المكالمة وتجنب القيام بالمهام المتعددة وقدم شركتك على نحو إيجابي. ومن ناحية أخرى، تأكد من أن المرشح للوظيفة متاحًا ومستعد لهذه المكالمة وإنه غير متواجد في مكان مزدحم.
- ضعف شبكات الاتصال: هناك بعض الأماكن التي لا تزال تعاني من ضعف شبكات الاتصال، كالمدن الجديدة أو مترو الانفاق مثلًا، ما يحول دون تواصلك مع المرشح للوظيفة بفاعلية، لأنكما لا تستطيعان سماع بعضكما البعض بوضوح.
- وقت محدود لإتخاذ قرار التوظيف: المقابلات عبر الهاتف عادة ما تكون أقصر بكثير من المقابلات الشخصية، وأحيانًا لا يكون الوقت كافيًا لتقرر ما إذا كان هذا الشخص مناسبًا أم لا.
المقابلات الشخصية
المقابلات الشخصية وجهًا لوجه هي اجتماعات رسمية تحدث شخصيًا بين المسؤول عن التوظيف والمرشح للوظيفة. غالبًا ما تكون أكثر عمقًا من المقابلات الهاتفية. والهدف من المقابلات الشخصية هو تقييم موقف المرشح وتفضيلاتهم بشكل أفضل، وكذلك تقييم الإشارات الجسدية (غير اللفظية).
مزايا المقابلات الشخصية
- وضوح الإجابات: أنت ترغب في تقييم المرشح وليس رفضه. في بعض الأحيان قد لا تكون الإجابة الأولى جيدة كما تريد، وهذه هي ميزة المقابلات الشخصية حيث تتيح مساحة أكبر لتوضيح الإجابات. في النهاية، أنت لا تحكم على المرشح من اللحظة الأولى، قد يكون لديه الأفضلية فيما بعد، عندما تطرح المزيد من الأسئلة والاستفسارات.
تتميز هذه المحادثات بأنها أعمق من المقابلات الهاتفية، وعادة ما يكون لدى المرشح فرصة للبناء على إجاباته وحتى طرح الأسئلة التوضيحية، إذا لزم الأمر. ما يهمك حقًا أن يكون المرشح متميزًا حتى إن أخفق في البداية بسبب التوتر وما إلى ذلك. - ترك انطباع جيد: من خلال المحادثات الهاتفية، هناك خطر من إساءة فهم المرشح لك، حيث لا يمكنك استخدام لغة الجسد أو إشارات الوجه. أثناء المقابلة الشخصية، يمكنك استخدام التواصل غير اللفظي لإرسال رسالة واضحة وإظهار الإيجابية والامتنان للمرشح.
سلبيات المقابلات الشخصية
- جدولة المقابلة: إذا كان المرشح يعمل حاليًا، فقد تكون جدولة مقابلة شخصية معقدة بالنسبة له. لذلك، يفضل أن تبدأ بالمكالمة الهاتفية إذا كان الموظف لا يزال يعمل في شركة أخرى. سيقدّر المرشح تفهمك لهذا الأمر جيدًا.
- تزايد الشعور بالضغط: يشعر المرشح بالضغط لأنه يعلم أن شخص واحد فقط سيحصل على الوظيفة، مما يعني أن الضغط مستمر خلال المقابلة الشخصية.
كلما كان المرشح أكثر استعدادًا للمقابلة، قل احتمال توتره، بدلًا من جعل المقابلة سببًا لمزيد من الضغط والتوتر.
من أفضل الطرق لتقليل الضغط على المرشح:
- تحديد موعد لإجراء مقابلة عبر الهاتف أولاً للمساعدة في كسر الحاجز النفسي وتقديم نفسك وتعريفه بدورك في الشركة.
- يمكنك أيضًا توضيح بعض المعلومات التي قد تساعد المرشح في التعرف عليك، بما في ذلك رابط حساب التواصل الاجتماعي (الاحترافي) الخاص بك، وبعض المعلومات عن ثقافة الشركة وما إلى ذلك.
- توضيح ما يجب أن يتوقعه
تعد المقابلات – سواء الهاتفية أو الشخصية – خطوة أساسية عند البحث عن موظفين. ومن أهم مفاتيح النجاح في هذه المهمة هي الإعداد مقدمًا والمرونة والاستماع جيدًا للمرشحين دون أحكام مسبقة سواء قررت استخدام هذين النوعين من المقالات أو الاكتفاء بإحداهما.
هل سبق وأجريت أي مقابلة عبر الهاتف خصوصًا عند توظيف العمالة الفنية؟ شاركنا تجربتك في التعليقات.
______________
المصادر: